الإنسان يملك عقلاً محدوداً
19 ديسمبر , 2006
البارحة
راودني تساؤل معيّن لم يوصلني لإجابة قاطعة لكنه أوصلني لكتابة هذه
التدوينه فمعلوم للجميع أنّه مع تقدّم العلم وتطور الحياة وتعدّد وسائل
التكنولوجيا بات واضحاً أنّ الإنسان يملك قدرات هائله تجعله كائن حي مبدع.
لكن رغم كل هذا التقدّم والتطور فإن الإنسان يبقى معاق عقلياً غير قادر
على الوصول لأي نتيجة في بعض الأمور والتي سأتكلم عنها في هذه التدوينة ,
حيث أنّ بعض هذه المواضيع لا بدّ وأن خطرت على بال كل واحد منا ولكننا لم
نصل لنتيجة. من منا لم يسأل نفسه هذا السؤال ولو لثانية واحدة : “من خلق
الله عز وجّل ؟ ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي الشيطان أحدكم
فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ
بالله ولينته” فكل من يوسوس له الشيطان ليحاول أن يصل لنتيجة أو لإجابة
على هذا السؤال فليستعذ بالله ولينته , لأننا كمسلمين لن نصل لنتيجة وهذه
حقيقة لا جدال فيها ، ويسلّم بها كل إنسان عالم منصف عاقل.
أكمل قراءة بقية الموضوع للاطلاع على باقي التفاصيل …
تفكير
القضية
هي أنّه رغم العقل الذي منحنا إياه الله عز وجّل وجعلنا نبتكر ونكتشف ونصل
لمستويات لم نكن نتخيلها في السابق , هذا العقل العجيب , رغم هذا الشيئ ,
إلا أننا نقف عاجزين عن الإجابة على هذا التساؤل , وهذا يبيّن أنه رغم
تقدّم الإنسان ورغم إنجازاته الماضية والمستقبلية فالإنسان محدود عقلياً.
تخيّل غرفة فارغة بداخلها كرة تنس صغيرة , هذه الكرة الصغيرة هي “النطاق”
الخاص بعقل الإنسان , بمعنى أنه لا يهم كم يكتشف ويخترع ويبدع , فهو لا
زال في نطاقه الخاص والمحدود ولا توجد عنده إمكانية ليمتد لأماكن جديدة في
هذه “الغرفة” وهذا هو السبب (من وجهة نظري على الأقل) أنّ الإنسان عندما
يتفكّر بأمور تتجاوز نطاقه المحدود فهو عملياً يصل إلى طريق بلا مخرج
(Blackout) وعندها يقف أمام مفرق طرق - إما أن يعترف أنه محدود أمام عظمة
الخالق وأن يسلم بأمور كثيرة ويعتبرها بديهيه دون محاولة للبحث عن إجابات
لها وإما أن يتمرّد , والعياذ بالله , على إرادة الله عز وجل ورغم تمرده
سيبقى داخل “كرة التنس” الصغيره فتمرده لن يجدي معه نفعا وسيقوده للهلاك
يوم القيامة.
هنالك أمور كثيرة قد نتفكّر بها والإجابة عليها قد تكون داخل “الغرفة” لكنها ليست داخل “كرة التنس” الصغيرة.